سليم كلاس ممثل سوري من جيل الرواد المؤسسين للدراما السورية، دخل مجال الفن مذيعًا، ثم شارك في الفرق الشعبية السورية والفرق المسرحية، وفي عام 1970 كانت انطلاقته في عالم الدراما المتلفزة.
احترف سليم كلاس العديد من المهن، مثل: النجارة والحدادة والنقاشة، فأفادته كثيرًا في أداء الكثير من الأدوار الشعبية، واشتهر بأدائه للأدوار الشامية، بالإضافة إلى الكوميديا، فكان من الممثلين الملازمين لسلسلة “مرايا” منذ بدء انطلاقتها.
لم تقتصر شهرة سليم كلاس على سوريا فقط، بل طاف بإبداعه الوطن العربي، فكانت له مشاركاته في أفلام ومسلسلات مصرية، كان أبرزها فيلم أحمد السقا الشهير “شورت وفانلة وكاب” وفيلم كريم عبد العزيز الذي لم يعجب اسرائيل “ولاد العم”.
بدايات سليم كلاس
وُلد سليم كلاس عام 1936م، في حي باب السريجة في العاصمة السورية دمشق، لأسرة دمشقية، ودرس الاقتصاد في كلية التجارة بجامعة دمشق، وبدأ حياته المهنية موظفًا في أحد البنوك.
أبدى كلاس اهتمامًا كبيرًا بالمسرح أثناء دراسته الجامعية، وقدم عدد من المسرحيات الكلاسيكية، ما جعله ينتمي إلى المسرح القومي السوري بعد تأسيسه. بدأ مشواره الفني مذيعًا لبعض برامج المنوعات في الستينات.
اقرأ ايضاً : زار سوريا مع أسرته برفقة الجيش العائد من فلسطين.. قصّة الفنان بسام لطفي أحد مؤسسي نقابة الفنانين السوريين
شغفه بالتمثيل كان أقوى، فترك تقديم البرامج، واتجه للتمثيل عام 1970، حيث شارك في مسلسل حكاية حارة القصر، وقدم خلال المسلسل شخصية الشاب الهادئ الذي يبحث عن فتاة أحلامه.
شارك كلاس أيضًا في مسلسل أخماس في أسداس عام 1971 للمخرج غسان جبري، ثم شارك في مسلسل أسعد الوراق عام 1975 للمخرج علاء الدين كوكش، كما شارك في مسلسل رحلة المشتاق عام 1977 للمخرج سليم صبري.
إلى جانب التمثيل، عمل سليـم كلاس كمدير إنتاج في عددٍ من المسلسلات، بحكم دراسته للتجارة، وعندما عُرض عليه العمل كمخرج؛ رفض، معتبرًا الإخراج “مهمة صعبة”، ومشددًا على حبه للتمثيل.
في عام 1980 شارك كلاس في مسلسل حارة الملح، عام 1980، للمخرج علاء الدين كوكش، حيث لعب أحد أدوار البطولة، بالإضافة إلى كونه مدير إنتاج المسلسل.
ارتباط سليم كلاس بمشروع ياسر العظمة مرايا
ابتداءً من العام 1981، ارتبط سليم كلاس بمشروع الفنان السوري الكبير، ياسر العظمة، سلسلة مرايا، وهي مسلسل اجتماعي كوميدي ناقد، كان له الفضل في اكتشاف عددٍ من المواهب الفنية السورية والوجوه الجديدة.
شارك كلاس في جميع أجزاء سلسلة مرايا التي قُدمت في الثمانينات، ابتداءً بمرايا 1982 وانتهاءً بمرايا 1990 التي حملت اسم “شوفوا الناس”، وجميع هذه الأجزاء كانت إخراج المخرج السوري هشام شربتجي. كما شارك سليم كلاس في مرايا 97 التي حملت توقيع المخرج مأمون البني، واستمر في تقديم المرايا حتى آخر أجزائها عام 2013.
شخصيات قدمها سليم كلاس
كان سليم كلاس بصمته الواضحة في التلفزيون السوري والعربي، ودرج على أداء الأدوار التقليدية للرجل الشرقي وأحيانًا كثيرة دور التاجر السوري المعروف بـ”شطارته” التجارية، فضلًا عن أدوار الرجل المزواج. واشتهر خاصةً بتقديمه البارع لشخصيّة ”الحلاق” في أعمال البيئة الشامية، مثل “الخوالي” و”ليالي الصالحية”، و”أيام شامية”، “رجال العز”.
كما قدم كلاس دور التاجر البارع في سلسلة باب الحارة، حيث شارك في الأجزاء الخمسة الأولى للسلسلة، رغم تصريحاته التي قال فيها أن باب الحارة كان يكفي أن يُقدم منه جزئيين فقط.
وشارك كلاس في مجموعة كبيرة جدًا من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، كما شارك في عدد من الأعمال العربية وقام بأدوار في أفلام مصرية بينها “شورت وفانلة وكاب” مع أحمد السقا، و”أولاد العم” مع كريم عبد العزيز وشريف منير، وقدم في بداياته أفلامًا مهمة مثل: “هاوي مشاكل” و”ليل ورجال”.
واللافت أنه حافظ على لهجته الشامية، رغم كون تلك الأفلام إنتاجًا مصريًا، ويصف المرة الوحيدة التي مثل فيها باللهجة المصرية أمام الممثل المصري فريد شوقي، في فيلم “ليل الرجال” عام 1976.
وسبق أن قال لصحيفة “الشرق الأوسط”، “عندما شاهدت نفسي عند عرض الفيلم ضحكت على شخصيتي فيه، فأنا شخصيًا لم أتقبل نفسي باللهجة المصرية، حيث وجدت نفسي مجبرًا على التكلم بهذه اللهجة”.
وفاة سليم كلاس
توفي الفنان السوري سليم كلاس صباح الاثنين، 2 ديسمبر عام 2013، أثناء وجوده في لبنان، عن عمر ناهز 77 عامًا، جراء أزمة قلبية مفاجئة.
