فنانة من نجمات الصف الأول في جيل الشباب الذي استطاع نقل السينما المصرية إلى مرحلة التغيير الشامل.
استطاعت من خلال تنويعات الأدوار التي قدمتها ما بين الدراما والكوميديا في السينما والمسرح، وحتى من خلال الشاشة الصغيرة أن تحجز لنفسها مكاناً مهماً في قلوب المشاهدين، ليس في مصر فحسب بل حول الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. ولقد ساهمت أيضا مع عدد من الممثلين في جيلها في صياغة ما عرف بمفهوم السينما النظيفة أو سينما الأسرة حيث حرصت على تقديم أدوار الفتاة ذات الوجه الملائكي البريء والابتعاد عن الأدوار الحسية أو التي تحمل بعض الصفات الأخلاقية السيئة.
منى زكي
ومن أهم أسباب شعبيتها اختيارها أداء شخصية فتاة الطبقة الوسطي أو الشعبية في مصر حيث زاد عدد المعجبين خصوصاً من شباب وشابات الطبقة الوسطى المصرية بسبب ذلك. كما أن دورها المجتمعي التي كانت تمارسه قبل انضمامها للأمم المتحدة لا يخفى على أحد، حيث استطاعت دعم قضايا مهمة مثل العنف ضد المرأة والفقر، كما دعمت حقوق الأطفال لمنعهم من العمل في سن صغيرة، وأدانت ختان الإناث في حملات رسمية نجحت بشكل أو بآخر في القضاء عليها. إنها الممثلة المصرية المحبوبة منى زكي.
من هي منى زكي
وُلدت منى علي محمد زكي الشهيرة بالاسم الفني منى زكي في يوم الخميس الموافق تاريخ الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1966 في القاهرة، من أسرة ميسورة الحال فوالدها هو الطبيب علي محمد زكي ووالدتها السيدة تهاني الحاصلة على ماجستير في التربية الرياضية، وأخوين هما محمد ومصطفى. أثناء مرحلة الطفولة تنقلت في العديد من الدول العربية والأوروبية مثل إنجلترا والولايات المتحدة بحكم عمل والدها.
كما عاشت زمنًا طويلًا في الكويت، حتى أصبحت في الثالثة عشر من عمرها، حين عادت العائلة إلى مصر. وهي خريجة كلية الإعلام قسم العلاقات العامة والإعلان من جامعة القاهرة.
البدايات الفنية
تعود بداية الفنانة منى زكي حين تقدمت إلى اختبارات للالتحاق بفريق الهواة الذي أنشأه الفنان محمد صبحي لاختبار وجوه جديدة من الممثلين، فأسند إليها دور في مسرحية بالعربي الفصيح. وفي البداية لم يكن يعني لها شيئاً أن تصبح ممثلة، مع أنها الآن نجمة صاعدة ومتألقة. وأثناء دراستها في كلية الإعلام، التقت بالمخرج إسماعيل عبد الحافظ، والذي اختارها للعب دور في السلسلة الرمضانية “العائلة” التي كانت بداية طريقها التلفزيوني. ليصبح التمثيل أكثر من مجرد هواية. حيث حظيت بقبول الجمهور، ليستعين بها بعد ذلك المخرج إسماعيل عبد الحافظ في عدة أعمال تلفزيونية مثل “ليالي الحلمية” و”زيزينا”.
علامات في تاريخ منى زكي
كانت أدوار منى زكي الفنية في أفلامها تدور في معظمها حول شخصية الفتاة ذات الوجه الملائكي، مفضلة الابتعاد عن أي أدوار ذو طابع سيء.
بدايتها الحقيقية في التلفزيون المصري تعود إلى السهرة التلفزيونية “زواج على ورق سوليفان” أمام النجم أحمد السقا. بعدها مثلت منى زكي العديد من المسلسلات التلفزيونية، مثل “خالتي صفية والدير”، و”نصف ربيع الآخر”، و”أهالينا”، و”ضد التيار”، و”الضوء الشارد”.”
وبعدها اقتحمت منى زكي السينما من خلال فيلم “القتل اللذيذ” عام 1997، الذي مثلت فيه إلى جانب الفنانة ميرفت أمين، وخلال مشوارها قدمت منى عدداً مهماً من الأفلام منها على سبيل المثال لا الحصر: ” القتل اللذيذ”، “اضحك الصوره تطلع حلوه”، “صعيدى فى الجامعة الأمريكية”، “ليه خلتنى أحبك”، “أيام السادات”، “أفريكانو”، “سهر الليالي”، “من نظرة عين”، “خالتي فرنسا”، “عن العشق والهوى”، “حليم”.
ليلى عبد اللطيف تطل بتوقعات مفزعة للعام الجديد .. أهوال مرعبة وأحداث مدمرة !! (فيديو)
منى زكي مع أحمد زكي
وأيضا قدمت دورين مهمين في فيلمي “أولاد العم”، و”احكي ياشهرزاد”. وخلال تاريخها حصلت على العديد من الجوائز من أبرزها جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم ” أولاد العم” وجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم “دم الغزال”، وأيضاً جائزة أحسن ممثلة في استفتاء الجمهور بسبب دورها المميز في فيلم “تيمور وشفيقة ” والذي قدمته عام 2012.
كما قدمت منى زكي خلال مشوارها العديد من المسرحيات الناجحة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مسرحية “لعب عيال”، ومسرحية “يا مسافر وحدك” وأيضاً دورها المميز في مسرحيتي “عفروتو” و”كده أوكي” والذي عكس شخصيتها المرحة كما صرحت في أكثر من مناسبة.
كيف تحولت الصداقة إلى زواج
تروي، منى زكي، في حوار نادر جمعهما معاً قبل أكثر من 15 عاماً، كيف تعرّفت على الفنان، أحمد حلمي، حيث قالت عن تلك البداية: “بداية التعرف على أحمد حلمي، كانت من خلال أخي الذي ربطته علاقة زمالة مع حلمي، لأنهما كانا يعملان معاً بالتلفزيون المصري، وفي إحدى المرات أثناء التحضير لإحدى المسرحيات، أبلغني المخرج أن أحمد حلمي، سيأتي لمتابعة التحضيرات، وافقت وفي أول لقاء بيني وبينه لم يلقِ التحية وكان مغرور جداً”.
في إحدى لقاءاتهما التي تكررت، بسبب زيارات الفنان أحمد حلمي إلى المسرح حيث تتواجد الفنانة منى زكي، اعترف بحبّه لها قائلاً: “أنا بحبك وعايز أتجوزك”، بينما كانت ردة فعل منى زكي بحسب تعبيرها: “أنا سكت شويه واتكسفت و بعدين وافقت”، وكان هذا قبل تصوير فيلم أفريكانو مباشرة. وقد تزوجا في في الرابع من مايو عام 2002. والجدير بالذكر أنهما كما يشتركان في حياتهما الزوجية فهما يحملان نفس تاريخ الميلاد أيضاً.
أسرار اعترفت بها منى زكي
تحدثت منى زكي في أكثر من لقاء عن بعض كواليس حياتها وأدوارها، فقد تحدثت عن الفنان الراحل أحمد زكي قائلة: “لما توفى الأستاذ أحمد زكي، قلت وقتها إن ضهري اتكسر في الفن، لأنه كان الداعم لي ومؤمن بي وساندني ووقف جنبي، وكان بيقعد يتكلم معايا عن الفن كأنه عشيقته، وكان فنان مليء بالحب والحنية، ويشع طاقة إيجابية”.
كما تحدثت عن دورها في أيام السادات فقالت: ” المخرج الراحل محمد خان. لم يكن مقتنع بي لتقديم شخصية السيدة جيهان السادات في فيلم “أيام السادات”، وعملت أوديشن 3 مرات للشخصية، ومكنتش حاسة إنهم هيوافقوا إني أقدمها، والأستاذ طارق التلمساني ربنا يشفيه جالي وقالي عندك قبول رهيب على الشاشة”.
كما أكدت على أنها حرصت على إنشاء عائلة لأن هذه هي الحياة الحقيقية، ولكن حياة النجومية والشهرة وسحر السينما أشياء غير حقيقية ومؤقتة، ولكن المتعة الحقيقية في الحياة العادية مثل كل أم. وأجابت عن سؤال حول روتينها اليومي قائلة: “أستيقظ يوميا الساعة الخامسة صباحا لمساعدة أبنائي للذهاب للمدرسة، ثم ممارسة الرياضة ، وزيارة والدتي، وأحرص على اصطحاب أبنائي للتمارين”.
وكانت منى مخطوبة للفنان محمد الشقنقيري، نجل المخرج ابراهيم الشقنقيري، قبل سنوات من زواجها بالفنان أحمد حلمي. وتم فسخ الخطوبة بعد فترة قصيرة على اتمامها، لأسباب لم يعلن عنها في حينه، فيما خرج كل طرف ليؤكد أنهما سيظلان أصدقاء، وأن أسباب فسخ الخطوبة من الأمور الشخصية التي لا يجوز الحديث عنها.
وقالت زكي في تصريحات صحافية لاحقة، إنها كانت في عمر الـ16 عاماً عندما تم خطبتها للشقنقيري، وإن “الزواج قسمة ونصيب”.
مرض منى زكي
في عام 2014 تلقى جمهور منى زكي وأحمد حلمي خبرين صادمين، الأول هو خضوع الفنان أحمد حلمي لعملية صعبة لاستئصال ورم سرطاني خبيث، ولم تفلح محاولات حلمى في إخفاء خبر مرضه بعد أن قامت وسائل الإعلام اليوم بالكشف عن تفاصيله.
منى زكي مع أحمد حلمي
الكشف عن مرض حلمى صاحبه مفاجأة أخرى خاصة بزوجته الفنانة منى زكى، و هى إصابتها بفيروس نادر يدمر خلايا الدم، سافرت بسببه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقيها العلاج تحت إشراف أطباء متخصصين هناك. لكنهما سرعان ما أعلنا تعافيهما وعودتهما من رحلة العلاج هذه.
منى زكي التي أصبحت سفيرة
لمنى زكي العديد من المشاركات المجتمعية، ففي عام 2009 شاركت بالتعاون مع منظمة اليونيسف في حملة لحماية أرواح الأطفال الرضع. وبصفتها ممثلة وأم شددت على أهمية فيتامين أ لصحة الأطفال الصغار. وفي نفس العام تم تعيين منى زكي كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل اليونيسيف حيث دعمت مبادرة ينابيع الحياة لحملات التبرع بالدم.
وفي عام 2015، أطلقت منى فيديو لمحاربة سرطان الثدي. ومن خلال هذا الفيديو، دعت المشاهدين إلى التبرع بشعرهم لدعم مستشفى بهية. كما شاركت في نفس العام في الحملة التي أطلقتها يونيسف على مواقع التواصل الاجتماعي لمناصرة العدل والتي كانت تهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأطفال والشباب في مصر من خلال قضايا قضايا ملحة مثل سوء التغذية، وعمالة الأطفال، والفقر. التأثير السلبي للعنف على الأطفال.
وقد تحدثت منى عن أثر دورها المجتمعي على حياتها الشخصية فقالت في لقاء تليفزيوني: ” عملي مع منظمة اليونيسيف ساعدني كثيرا في تربية أبنائي، وأحرص على توطيد علاقة الصداقة مع ابنتى الكبيرة “لي لي”، التي تبلغ 16 عاما، وهي تعتبر ملاكاً وهادئة جداً حين أقارنها بي في نفس السن”.
سلافة معمار تُبهر الجمهور بإطلالتها من منزل كندا حنا (صور)
وفي العشرين من شهر نوفمبر عام 2017، احتفلت منى مع مائتين من الأطفال باليوم العالمي للطفل تحت عنوان “الأطفال يتولون المهمة”. حيث تعلم الأطفال بمساعدة منى من خلال لعب الأدوار عن المهن المختلفة، وتم تشجيعهم على القيادة والتعبير عن أنفسهم.